تأسّست ”جمعية الصداقة الفنلندية-العربية“ (Arabikansojen ystävyysseura, AKYS) في عام ١٩٧٦ لتعزيز أواصر الصداقة والتفاهم المتبادل بين الشعب الفنلندي والشعوب العربية.
تقوم الجمعية بأنشطة تضامنية مع الشعوب التي تُعاني من الحروب والصراعات على السلطة بين القِوى الأجنبية، وتسعى جاهدةً إلى تشجيع الحلول السلمية للأزمات في المنطقة، وذلك عبرَ التأثير على الجهات الفاعلة المحلية والدولية، وتنظيم النشاطات المدنية. تدعم الجمعية بشكل خاصّ الشعبَ الفلسطيني في كفاحه من أجل تحرير نفسه من الشتات منذ عقود طويلة، ومن رِبقة الاحتلال غير الشرعي.
تؤيِّد الجمعية تطبيق الديمقراطية والمساواة وحقوق الأقليات، بالإضافة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية العامّة في الأقطار العربية. من أنشطة الجمعية الأساسية القيام بأعمال التنمية ودعم المشاريع في الأراضي الفلسطينية وفي مخيّمات اللاجئين، مثل المحافظة على شبكة الراعي لأطفال اللاجئين الفلسطينيين.
من أهداف الجمعية تبديد الصوَر النمطية التي ما زالت قائمةً في فنلندا وفي البلدان الغربية بشكل عام، حول الشعوب العربية ووصفهم بالتخلّف، وبمساندة العنف والعداء للغرب. كما وترى الجمعية أن المواجهةَ المتكررة والمتعمَّدة ما بين الغرب وبين العالَم العربي بخاصّة والعالم الإسلامي بعامّة، غيرُ ضرورية وضارّة.
تُعاني دول عربية كثيرة من أزمات سياسية وتخلّف اقتصادي واجتماعي عام، وافتقار لحُكم رشيد وديمقراطية. كثيرًا ما كانت العلاقة بين العالم الغربي والبلدان العربية قائمةً على التبعية الاستعمارية؛ قِوى إمبريالية كانت قد حكمتها، وكثيرا ما كانت تلجأ إلى القوة العسكرية وسفك الدماء. تلك القِوى قامت برسم الحدود استناداً إلى مصالحها هي، ودعمت دولًا مختلفة وحُكّاما ومجموعاتٍ تمشيًا مع مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية. مثل هذه السياسات، كانت قد خلقت خلفيةً ومُناخًا للعديد من الأزمات والتوترات الاجتماعية السائدة في الكثير من الأقطار. إلى جانب سياسات السلطة الإقليمية للقِوى الأجنبية، هناك القمع الذي تمارسه الحكومات السلطوية الشمولية، وهذا قد غذّى أعمال العنف التي تجتاح العديدَ من البلدان. إنّ ”جمعية الصداقة الفنلندية-العربية“ تُدين وتستنكر بشدّة كافّةَ أشكال الإرهاب والعنف، سواء كان ذلك صادرًا عن مجموعات فردية أو دول، فضلا عن الغزوات والانتهاكات العسكرية لهذه البلدان من قِبَل القوى الأجنبية.
لا بدَّ من إيجاد حلّ للأزمة المستمرة منذ عقود في فلسطين، كما ويجب وضع حدّ لقمع الشعب الفلسطيني. يجب أن يكون للفلسطينيين دولة ذات سيادة مؤهلة، وقضية اللاجئين الفلسطينيين يجب أن تحلّ بطريقة يقبلها الفلسطينيون أيضًا. تطالب الجمعيةُ الاتّحادَ الأوروبي باستخدام نفوذه السياسي والاقتصادي بصورة أكثرَ فعاليةً ًونجاعة بغية تنفيذ قرارات ومبادئ العدالة الدولية في فلسطين التاريخية.